سلمان الفارسي، أو سلمان الخير، إنّه « مابه بن بوذخشان » من « رامهرمز » احدى مدن بلاد فارس، وقيل: إن اسمه غيرذلك، كما انّه نشأ في قرية أخرى اسمها « جيّان ». وهذا، كما نرى، لايؤثّر من قريبأو بعيد بالنّسبة لبطل قصّتنا هذه والّذي كانت حياته سلسلةً متلاحقة من المفاجآت والتطوّرات المذهلة.
قيل: كان ابوه « دُهقانَ » قريتِه ـ والدُّهقان: رتبة مرموقةبمستوى « المختار » في أيامنا هذه ـ وتعهّد الدّهقان ابنه كي يصبح ذات يوم دهقانَالقرية، بعد وفاته. فسجنه في المنزل، مُوكِلاً اليه أمرَ ايقاد النّار باستمرار،فالنّار فى عرفهم، رمز للنور، هذا الإله العظيم، وليس من الجائز مطلقاً أن تنطفئ ؛لذا، كان الفُرْس يوكلون بالنّار أناساً مهمّتهم تأجيجها وإشعالها، فلا يخبو لهيبهاليل نهار!ولأمر طارئ يسمح الأب لابنه بالخروج من المنزل نيابةً عنه في بعضالمهمّات، فينطلق الفتى وكأنّه العصفور أفلت من قفص، ويملأ الفتى صدره خلال هذهالرحلة من نسائم الطّبيعة المنعشة، ويمتّع حواسّه بجمالها الخلاّب، وكان-رضي الله عنه- إذا سئل مَنْ أنت؟ قال: أنا ابن الإسلام، من بني آدم، وقد اشتهربكثرة العبادة، وكثرة مجالسته للنبي (صلى الله عليه وسلم)، فلم يفارقه إلا لحاجة، وكان النبي (صلى الله عليه وسلم) يحبهحبًّا شديدًا، وسماه أبو هريرة صاحب الكتابين ( الانجيل والفرقان )، وسمَّاه عليبن أبي طالب لقمان الحكيم، وقد آخى النبي (صلى الله عليه وسلم) بينه وبين أبي الدرداء.
رضى اللة عن اصحاب الرسول
وآحباب الرسول جميعا