السؤال: امرأة متزوجة زنت أكثر من مرة، وأكد ذلك زوجها وعشيقها، فما كان من أهلها إلا أن قاموا بقتلها بأنفسهم؛ لأن الدولة لا تقيم الحدود. أرجو توضيح رأي الإسلام فيما قام به الأهل مع هذه المرأة؟
جواب السؤال
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فلا يجوز لهم ذلك لمجرد تأكيد زوجها وعشيقها وادعائهما، والزنا يثبت ببينة أربعة شهود عدول بضوابط معينة -أو باعتراف صحيح-، وأظن أن الذين قاموا بهذا الفعل لا يعرفون أي ضوابط لإقامة الحد.
ثم إذا لم يكن الأمر بشهود أربعة لم يلزم إقامة الحد، بل يجوز للزاني التوبة إلى الله بينه وبين الله؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- أعرض عن ماعز والغامدية -رضي الله عنهما- حتى أصرا على إقامة الحد، ولو كان لا يجزيهما التوبة لما أعرض عنهما؛ إلا أن يلاعن الزوج زوجته، وتنكل عن الأيمان على خلاف بين أهل العلم إذا لم تعترف: هل تُرجم بالنكول أم لا؟ فكل هذه الضوابط لم تستوفَ وتكاد لا يمكن استيفاؤها دون وجود دولة ذات شوكة وقوة تستطيع بها إقامة الحدود؛ فما فعلوه معها -خصوصًا أنهم قتلوها ولم يرجموها- تجاوز لحدود الشرع.