الصراع الآن دائر في مصر بين الإسلاميين والعلمانيين، الإسلاميون يقولون: إن الإسلام منهج شامل للحياة. والعلمانيون يقولون: إن الإسلام عبادة فقط، وعلاقة بين الإنسان وربه، ولا دخل له بواقع الحياة. وسؤالي هو: ماذا عن عوام الناس الذين يشكلون الأغلبية؟ أمع الإسلاميين هم أم مع العلمانيين؟ هل يمكنني أن أقول: إن الأقلية حتى الآن هي التي مع الإسلاميين، والدليل انتشار المعاصي بكثرة، وقلة المصلين في المساجد؟ ربما يزعم أولئك العصاة أنهم ليسوا مع العلمانيين، بل وفي الانتخابات لا يصوتون لهم، ولكن ألا تشهد أفعالهم بأنهم معهم في الحقيقة؟ أنا أقول هذا الكلام حتى أقرر أن منهج الإسلام ما زال غريبا على كثير من الناس، ولهذا فالأولوية للتربية الإسلامية دون استعجال الحصاد. فما قولكم، بارك الله فيكم؟ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جواب السؤال
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فأقطع أن جمهور العامة في مصر وغيرها من البلاد الإسلامية هم مع أهل الإسلام، لا مع العلمانيين؛ لأنهم من أهل الإسلام يعظمون الكتاب والسنة، ثم أهل العلم، وليست المعاصي دليلاً على خلاف ذلك؛ لأنهم وإن عصوا الله -تعالى- يعرفون ذنوبهم، ويحبون دينهم، ويودون لو تابوا منها، وليسوا كالعلمانيين الذين يؤصلون للحرية المطلقة المزعومة، وللتبعية للحضارة الغربية القائمة على الهوى دون الوحي والدين.
ونحن لا نستعجل الحصاد، ولا نترك الدعوة والتربية، بل الدخول إلى السياسة ليس إلا لمزيد من الدعوة إلى الله في أوساط لم يكن صوتنا يصل إليهم؛ ولحماية الدعوة، وما بقي من بقايا الشريعة في الدساتير والقوانين.
ونبذل الجهد في تحسين الحال، ونجزم أن طريق التغيير المنشود هو في بناء الفرد المسلم بشخصيته المتكاملة في: العقيدة، والعبادة، والمعاملة، والحال والسلوك؛ إسلامًا وإيمانًا وإحسانًا، وفي بناء الطائفة المؤمنة التي تقوم بفروض الكفاية، والعمل السياسي مساعد جدًا في تحصيل هذه الأمور وتقويتها.