ما حكم السترة للمصلي في المسجد الجامع هل هي واجبة؟ وهل تعد خطوط وعلامات السجاد سترة؟
جواب السؤال
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فعن عَائِشَةَ -رضي الله عنها- أَنَّهَا قَالَتْ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ سُتْرَةِ الْمُصَلِّي فَقَالَ: (مِثْلُ مُؤْخِرَةِ الرَّحْلِ) (رواه مسلم)، أي تكون مرتفعة، وقال -صلى الله عليه وسلم- فيما يقطع الصلاة: (وَيَقِي ذَلِكَ مِثْلُ مُؤْخِرَةِ الرَّحْلِ) (رواه مسلم)، وأما حديث: "فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَلْيَخُطَّ خَطًّا"؛ فهو ضعيف لم يصح، ولفظه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَجْعَلْ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ شَيْئًا، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَلْيَنْصِبْ عَصًا، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَلْيَخُطَّ خَطًّا، ثُمَّ لاَ يَضُرُّهُ مَا مَرَّ بَيْنَ يَدَيْهِ" (رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه، وضعفه الألباني).
فالأصل أن خطوط السجاجيد لا تجزئ، ولكن إذا عجز ولم يكن هناك إمكانية فهذا يُنظر فيه (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) (التغابن:16)، وإن كان يستطيع أن يتخذ سترة بأن يتحرك إليها يمينًا أو شمالاً أو خطوات إلى الإمام فليفعل؛ لأن السترة ما بين الوجوب وبين السنة المؤكدة، والراجح أنها سنة مؤكدة، ولكن إذا مر بين يديه ما يقطع الصلاة قطعها إذا لم يتخذ سترة، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (يَقْطَعُ الصَّلاةَ الْمَرْأَةُ وَالْحِمَارُ وَالْكَلْبُ وَيَقِي ذَلِكَ مِثْلُ مُؤْخِرَةِ الرَّحْلِ) (رواه مسلم)، وإذا مر مَن لا يقطع الصلاة نقص الثواب.